باب الأول
1. خلفية البحث
2. أسئلة البحث
3. أهداف البحث
باب الثاني
الجمهرة – أبو بكر بن دريد ( 223-321هـ )
أدخل ابن دريد على منهج العين تغييراتٍ عديدةً
محاولةً منه تيسير طريقته المعقّدة، وجاءت تغييراته على النحو التالي:
الأساس الأول: تقسيم المعجم إلى الأبنية
قسّم الكتاب إلى الأبنية التالية بالنظر
إلى حروفها الأصول:
أ- الثنائيّ المضاعف وما يلحق به.
ب- الثلاثيّ وما يلحق به.
ج- الرباعيّ وما يلحق به.
د- الخماسيّ وما يلحق به.
وأتبع هذه الأبواب أبواباً للّفيف والنوادر.
أي أن ابن دريد جعل تقسيم الأبنية هو الأساس
الأول في معجمه، وليس كما جاء في العين، ففي العين قسّم كتابه إلى حروف، وكلّ حرف
قسّمه إلى أبنية، أمّا ابن دريد فقد عكس ما في العين، ولذا ففي كل معجمه بناء واحد
للثنائي المضاعف، وواحد للثلاثي.. وهكذا، وتحت كل بناء جميع الحروف العربية.
الأساس الثاني: تقسيم كلّ بناء إلى حروف
قسّم كلّ بناءٍ إلى أبوابٍ طبقاً للحروف على
الترتيب الألفبائيّ، فبدأ بحرف الهمزة، ثم حرف الباء ثم التاء وهكذا بقية الحروف
على الصورة التالية:
أ / ب / ت /
ث / ج / ح / خ / د /
ذ / ر / ز / س / ش /
ص / ض / ط / ظ / ع / غ / ف
/ ق / ك / ل / م / ن
/ هـ / و / ي
3- بدأ كلّ بابٍ بالحرف المعقود له مع ما يليه في
الترتيب الألفبائيّ، فمثلاً في باب ( التاء ) بدأ بها مع الثاء، ثمّ بها مع الجيم،
وبعد نهاية الحروف تأتي التاء مع الهمزة، ثمّ التاء مع الباء.
وهنا يختلف الجمهرة عن العين لكونه رتّب الحروف
على الترتيب الألفبائي وليس الترتيب الصوتي، وهذا من مواطن التجديد في الجمهرة.
الأساس الثالث: تقليب الكلمات
قلّب الألفاظ التي تقع تحت كل حرف على الصور
المستعملة في العربية.
طريقة البحث في الجمهرة:
للبحث عن كلمة في الجمهرة نسلك الخطوات التالية:
1- تجريد الكلمة من الحروف الزائدة لنعرف الحروف
الأصلية.
2- تحديد البناء الذي تدخل تحته الكلمة ( الثنائي
أو الثلاثي أو الرباعي أو الخماسي )، ثم الاتجاه إلى ذلك البناء في الجمهرة.
3- البحث عن الكلمة تحت أول حروفها على الترتيب
الألفبائي، ثم الذي يليه، ومع الكلمة بقية تقليباتها.
البحث عن الكلمات في الجمهرة
أمثلة تطبيقية:
(أكل ) نجدها في
باب الثلاثي تحت حرف الهمزة ثم الكاف لأن الهمزة أول الحروف على الترتيب الألفبائي
ثم الكاف ثم اللام، ونجد معها المستعمل من تقليباتها ( ألك، كلأ، كأل، لكأ، لأك ).
(قعد) نجدها في
باب الثلاثي تحت حرف الدال مع العين لأن الدال أولها على الترتيب الألفبائي ثم
العين ثم القاف، أي أنها تحت ( دعق ) ومعها المستعمل من تقليباتها مثل ( دقع، قدع،
قعد، عقد، عدق ).
(عبس) نجدها في
باب الثلاثي تحت حرف الباء مع السين لأن الباء أولها ثم السين ثم العين، أي أنها
تحت (بسع) ومعها المستعمل من تقليباتها.
ولو أتيت ببعض
الأمثلة التي ذكرتها عند ذكر أسس مدرسة العين لتبيّن لنا الاختلاف في مواقع
الكلمات في الجمهرة عنه في العين:
( شدّ ) في باب
الثنائي تحت حرف الدال لأنه أول حروفها على الترتيب الألفبائي، ومعها تقليباتها
المستعملة.
(لعب) في باب
الثلاثي تحت حرف الباء لأنه أولها على الترتيب الألفبائي، ومعها تقليباتها.
(رزق ) في باب
الثلاثي تحت حرف الراء، ومعها تقليباتها.
(حزن) في باب
الثلاثي تحت حرف الحاء، ومعها تقليباتها.
4. معاجم تبعت الجمهرة
مدرسة الجمهرة
لصعوبة طريقة العين في ترتيب الحروف فإنّ بعض
اللغويين حاول تيسير تلك الطريقة لتكون أسهل للمطّلعين على المعجم، ومن أشهر مَنْ
جدّد في طريقة العين ابن دريد في معجمه، ولذا فهو يُعدّ صاحب طريقةٍ جديدةٍ.
معاجم تبعت
الجمهرة
معجم مقاييس اللغة – أحمد بن فارس ( - 395هـ )
يُعدّ هذا المعجم قريباً من الجمهرة في المنهج مع
بعض الاختلاف
أهمّ دوافع تأليفه:
أ- إثبات دوران صيغ المادّة المختلفة حول معنى
أصليّ مشترك، وهو ما عبّر عنه بأنّ للغة العرب مقاييس صحيحة وأصولاً تتفرّع منها
فروع.
ب- بيان أنّ أكثر الكلمات الرباعيّة والخماسيّة
منحوتة.
أمّا منهجه فعلى النحو التالي:
1- قسّم معجمه إلى كتبٍ على ترتيب الحروف الترتيب
الألفبائيّ، فبدأ بكتاب الهمزة، ثمّ كتاب الباء وهكذا.
2- قسّم كلّ كتابٍ إلى ثلاثة أبواب بحسب الأبنية:
الثنائيّ المضاعف، ثمّ الثلاثيّ، ثمّ ما زاد على الثلاثيّ المجرّد.
3- رتّب الكلمات في الأبواب بحسب الحرف الثاني
وما بعده، وقد بدأ كلّ بابٍ بالحرف المعقود له مع ما يليه في الترتيب الألفبائيّ،
فمثلاً في باب (التاء) بدأ بها مع الثاء، ثمّ بها مع الجيم، وبعد نهاية الحروف
تأتي التاء مع الهمزة، ثمّ التاء مع الباء.
ونلاحظ أنّ معجم مقاييس اللغة اختلف عن الجمهرة
في عدة أمور:
1- قسّم كتابه إلى الحروف مرتّبةً ترتيباً
ألفبائياً، فهو كمعجم العين في تقسيم الكتاب إلى الحروف، ولكنه اختلف عنه في أن
ترتيبه للحروف ترتيب ألفبائي.
2- قسّم كلّ حرفٍ إلى الأبنية كطريقة العين،
ولكنه اختلف عنه في أن الأبنية ثلاثة (الثنائي المضاعف، الثلاثي، ما زاد على
الثلاثي المجرد)،
ونلاحظ أنه اختلف عن معجم الجمهرة في أنه جعل
الأساس الأول هو الحروف، والثاني هو الأبنية، أما الجمهرة فجعل الأبنية الأساس
الأول، والحروف الأساس الثاني.
3- لم يقلّب الكلمات على طريقة الجمهرة وإنما ذكر
التقليبات المختلفة لكل كلمة في موضعها، فمثلاً ذكر (لعب ) في الثلاثي من حرف
اللام ثم العين، وذكر (علب) في الثلاثي من حرف العين ثم اللام، وكذا ( بلع ) ذكرها
في الثلاثي من حرف الباء ثم اللام، وهكذا بقية التقليبات.
مجمل اللغة – أحمد بن فارس (- 395هـ)
ألفه قبل تأليفه المقاييس، وكان هدفه تدوين
الواضح والمشهور والصحيح من كلام العرب واختصاره وإجماله، ولكن المقاييس اشتهر
أكثر منه، ومنهجه في المجمل فكمنهجه في مقاييس اللغة.
No comments:
Post a Comment