Friday, March 13, 2020

علم المعاجم


الفصل الأول
خلفية البحث
        كان التطور في التأليف المعجمي العربي يتجه إلى التسهيل على مستعمل المعجم من العرب، وقد لحظنا ذلك في محاولة ابن دريد في الجمهرة لتيسير طريقة العين، فترك ترتيب الحروف ترتيبا صوتيا إلى ترتيبها ألفبائيا، و كذا ابن فارس كان من أبرز التغييرات التي سلكها أن ترك تقليب الكلمات، فذكر كل كلمة في موضعها.
و حيث التغيير الكبير في تأليف المعجم العربي حينما تركت كل الأسس الثلاثة التي بني عليها معجم العين و المعاجم التي تبعته، و كان هذا التغيير في طريقة جديدة في المعجم و هي ترتيب المعجم ترتيبا ألفبائيا على الحرف الأخر بابا و الأول فصلا، ففي هذه المدرسة ترك الترتيب الصوتي للحروف و هو الأساس الأول لمعجم العين، و تقسيم الكلمات على الأبنية و هو الأساس الثاني، و تقليب الكلمات على الأوجه المستعملة و هو الأساس الثالث.
        ولذلك في هذه الفرصة سنعرض تعريضا تاما عن مدرسة التقفية و الفبائي وأسسهما و طريقة البحث عن الكلمة فيهما و المعاجم التي تبعت عليهما.
أسئلة البحث
1.   ما أساس مدرسة التفقية؟
2.   كيف طريقة البحث عن الكلمات فيها؟
3.   ما المعاجم التي تبعت على هذه المدرسة؟
4.   ما أساس مدرسة ألفبائي؟
5.   كيف طريقة البحث عن الكلمات فيها؟
6.   ما المعاجم التي تبعت على هذه المدرسة؟
أهداف البحث
1.   لمعرفة أساس مدرسة التفقية
2.   لمعرفة كيفية طريقة البحث عن الكلمات فيها
3.   لمعرفة المعاجم التي تبعت على هذه المدرسة
4.   لمعرفة أساس مدرسة ألفبائي
5.   لمعرفة كيفية طريقة البحث عن الكلمات فيها
6.   لمعرفة المعاجم التي تبعت على هذه المدرسة
                                                 










الفصل الثاني

يتضح لنا أن التغيير الذي أصاب المعجم في هذه المدرسة تغيير كبير، لكونه فقرة في تصنيف المعجم اتجهت إلى التيسير على المطالعين، بسلكها طريقا سهلا خلص المعجم من مواطن الصعوبة التي اتسم بها. و عرفت هذه المدرسة بمدرسة التقفية، لكونه ترتيب ألفاظه اعتمد على قافية الكلمة و هي أخيرها، و أوضح أسسها على النحو التالي[1]:
الأساس الأول: تقسيم المعجم إلى أبواب بعدد الحروف، بنيت بالنظر إلى الحرف الأخير للكلمة
انطلق ترتيب الكلمات في هذه المدرسة من الحرف الأخير بجعله باباً، فلم يُنظر إلى الأبنية الثلاثية والرباعية وغيرها، ولا إلى نظام التقليبات، وإنما إلى الاتّفاق في الحرف الأخير، ولذا تجتمع في كلّ بابٍ الكلماتُ المنتهية بحرفٍ واحدٍ، وجاءت الأبواب على الترتيب الألفبائيّ على النحو التالي: (باب الهمزة، باب الباء، باب التاء، باب الثاء، باب الجيم) ويقع تحت كل باب الكلمات التي انتهت بالحرف الذي سُمّي به الباب، لا فرق بين الثلاثي والثنائي والرباعي والخماسي، كلّها وُضعت تحته، ورُتّبت ترتيباً داخلياً على الحرف الأول، وهو الأساس الثاني.
الأساس الثاني: تقسيم كلّ باب إلى فصول بعدد الحروف، كلّ فصلٍ يبدأ بحرف، ورُتّبت الفصول على الحرف الأول للكلمة:
كلّ بابٍ قُسّم إلى فصولٍ بعدد الحروف مرتبة ترتيبا ألفبائيا ( فصل الهمزة، فصل الباء، فصل التاء) وفي كلّ فصلٍ من فصول الباب الكلمات المتفقة في الحرف الأول، ، ففي فصل الهمزة الكلمات المبدوءة بالهمزة، وفي فصل الراء الكلمات المبدوءة بالراء، وهكذا، وكلّ هذه الفصول متّفقة في الحرف الأخير وهو الباب.
وإذا تعدّدت كلمات الفصل الواحد رتبت بمراعاة الحرف الثاني وما بعده، فمثلا نجد ( فصل الباء ) تحت ( باب الراء )، وفيه ( بئر، بتر، بثر، بجر، بحر، بخر، بدر... ) فنلاحظ أن الكلمات اتفقت في الباب وهو الحرف الأخير، وفي الفصل وهو الحرف الأول، ولكنها اختلفت في الحرف الثاني، ولذا رُتّبت بالنظر إليه فجاءت الهمزة ثمّ التاء ثم الثاء وهكذا...
طريقة البحث عن الكلمات
للبحث عن كلمة نسلك الخطوات التالية:
1.   تجريد الكلمة من الزوائد لنعرف الحروف الأصلية.
2.    البحث عن الكلمة في الحرف الأخير منها، حيث وُضعت الكلمات تحت الحروف الأخيرة منها.
3.  تحديد موضعها من الباب بحسب حرفها الأول، حيث رُتّبت الكلمات في الأبواب بالنظر إلى أوائل الكلمات على الترتيب الألفبائي.
وأعرض هنا أمثلة تطبيقية لبعض الكلمات لبيان موقعها في المعجم
أكل: نجدها في باب اللام فصل الهمزة.
قعد: نجدها في باب الدال فصل القاف.
عبس: نجدها في باب السين فصل العين.
وأورد هنا الكلمات التي مثلت بها عند دراسة العين لنعرف الفرق في ترتيب تلك الكلمات بين العين وترتيب مدرسة التقفية:
شدّ: نجدها تحت باب الدال فصل الشين.
لعب: تحت باب الباء فصل اللام.
رزق: تحت باب القاف فصل الراء.
حزن: تحت باب النون فصل الحاء.
كرسوع: تحت باب العين فصل الكاف.

معاجم مدرسة التقفية:
جاءت هذه المدرسة تيسيراً على العربي وتسهيلا لاستخدام المعجم العربي، وقد سلك العديد من المعاجم العربية هذه الطريقة لمدة زمنية طويلة قبل أن تأتي الطريقة الأخيرة وهي طريقة الترتيب الألفبائي على الحرف الأول فالثاني.
ومن المعاجم التي سلكت هذه الطريقة ما يلي:
تاج اللغة وصحاح العربية – أبو نصر الجوهري ( ولد سنة 332هـ، وتوفي سنة 400هـ تقريباً
انتخب له الجوهري هذا الاسم لاقتصاره فيه على ما صح عنده من ألفاظ اللغة. واختط لمعجمه هذا منهجاً خاصاً أعرض فيه عن الترتيب الصوتي (المخرجي (للحروف كما أعرض عن نظام التقاليب والأبنية. وعمد إلى الترتيب الهجائي (الألفبائي) للحروف، واتخذه الأساس الأول والأخير في تنظيم معجمه أبواباً وفصولاً وما تضمنه من مواد لغوية، مخالفاً بهذا المدارس السابقة متخلصاً مما شاب مناهجها من صعوبات. ولقد طبق الترتيب الهجائي أول ما طبقه على أواخر الألفاظ ومن ثم على أوائلها وعلى ما تلا الحروف الأولى حتى أتى على حروفها كافة. فقسم معجمه إلى ثمانية وعشرين باباً، جعل لكل حرف من حروف الهجاء باباً منها، إلا أنه جمع الواو والياء في باب واحد.
وأودع في كل باب جميع الألفاظ المنتهية بحرفه. فالباب عنده يشير إلى الحرف الأخير من اللفظ ولهذا سمي نظامه بنطام القافية. ففي باب الهمزة – مثلاجمع كل ما انتهى بها من ألفاظ وهكذا.
وقسم كل باب منها إلى فصول بعدد وترتيب حروف الهجاء (الألفباء) مشيراً بهذه الفصول إلى أوائل حروف الألفاظ. فابتدأ باب الهمزة بفصل الهمزة وأعقبه بفصل الباء ثم التاء إلى آخر الحروف. وهذا هو شأنه في الأبواب كلها فباب الباء فصل الهمزة ضم جميع الألفاظ المنتهية بالباء والمبدؤة بالهمزة أياً كانت أبنية هذه الألفاظ.
كما أنه رتب مواد كل فصل من هذه الفصول بحسب أسبقية ما بين الحرفين الأول والأخير منها في الترتيب الهجائي أيضاً. ففي باب الدال فصل الواو يتقدم الفعل (وأد) على الفعل (وجد) لا لشيء إلا لأن الهمزة تسبق الجيم في الترتيب الهجائي. والفعل (حرجم) يسبق الفعل (حرم) مع أن كلاً منهما في باب الميم فصل الحاء وأن الحرف الثاني فيهما راء غير أن الحرف الثالث في ((حرجم)) جيم وهو في (حرم) ميم والجيم متسابقة الميم في الترتيب الهجائي.
ولهذا فالبحث عن لفظ في الصحاح وما ماثله في معاجم يتطلب معرفة الحرف الأخير منه لمعرفة بابه كما يتطلب معرفة حرفه الأول للوقوف على الفصل الذي تضمنه من ذلك الباب، وتنظر بعد وذاك بقية أحرفهبحسب تواليها – لتحديد موضعه من الفصل.
ولقد أعجب بالكتاب ومنهجه أكثر اللغويين وقامت حوله دراسات أثمرت كتباً متعددة متنوعة سلكت سبيل الصحاح في تنظيمها يضيق هذا البحث بالتحدث عنها. لذا نكتفي بذكر مثالين لنوعين من أنواع تلك الدراسات وهما مختار الصحاح والتكملة والذيل والصلة.


لسان العرب – ابن منظور (630-711 هـ)
ألفه ابن منظور (محمد بن مكرم بن علي الخزرجي الأفريقي 630هـ – 711). ولقد أراد ابن منظور أن يجمع فيه بين الاستقصاء وجودة الترتيب فعمد لتحقيق الغرض الأول إلى إبراز المعاجم السابقة – كما رآها هو – فأفرغها في موسوعته وذكرها مصرحاً بذكرها في مقدمته وهي:
تهذيب اللغة للأزهري، والمحكم لابن سيده، والصحاح للجوهري، وحواشي ابن بري على الصحاح، والنهاية في غريب الحديث لابن الأثير. وقال بكل تواضع: "وليس لي من هذا الكتاب فضيلة أمت بها، ولا وسيلة أتمسك بسببها سوى أني جمعت ما تفرق في تلك الكتب من العلوم وبسطت القول فيه".
أما الغرض الثاني (جودة الترتيب) فرأى أن انتهاجه منهج الجوهري في صحاحه كفيل بتحقيقه. فلقد أعرب عن إعجابه به وتفضيله إياه على ما سواه قائلاً: "ورأيت أبا نظر إسماعيل بن حماد الجوهري قد احسن ترتيب مختصره، وشهره بسهولة وضعة فخف على الناس أمره فتناولوه. وقرب عليهم ما أخذه فتداولوه وتناقلوه". إلى أن قال: "ورتبته ترتيب الصحاح في الأبواب والفصول".
القاموس المحيط: ألفه الفيروزأبادي (محمد بن يعقوب بن محمد بن يعقوب بن إبراهيم 729 – 817 ه)
ولقد أراد له مؤلفه أن يكون جامعاً موجزاً في الوقت ذاته. فحقق الشمول والاستيعاب بتعويله على العباب للصفاني والمحكم لابن سيده، فأودع في كتابهعن طريقهما – خلاصة ما في العين والجمهرة والتهذيب والصحاح والتكملة وذكر في مقدمته أنه أضاف من زياداته إلى ما تضمنه العباب والمحيط. وقد سبقت الإشارة إلى أنه سماه القاموس المحيط لكونه – كما رآه – البحر الأعظم وكما عمد إلى الشمول، فقد عمد إلى الإيجاز وصرح به قائلاً وسئلت تقديم كتاب وجيز على ذلك النظام وعمل مفرغ في قالب الإيجاز والإحكام، مع إتمام المعاني، وإبرام المباني فصرفت صوب هذا القصد عناني وألفت هذا الكتاب محذوف الشواهد، مطروح الزوائد، معرباً عن الفصح والشوارد. ولم يكتف بحذف الشواهد دون طرح الزوائد بل عمد إلى استخدام الرموز مكتفياً بكتابة (ع، د، ة، ج، م) عن موضع وبلد وقرية والجمع معروف.
وقد اتبع الجوهري في منهجه لأنه لم يؤلف كتابة إلا ليتتبعه فيذكر ما أغفله وينبه إلى ما توهمه لاشتهار مؤلفه وتعويل المدرسين عليه فقال. وخصصت الجوهري من بين الكتب اللغوية مع ما في غالبها من الأوهام الواضحة والأغلاط الفاضحة لتداوله واشتهاره بخصوصه، واعتماد المدرسين على نصوصه.
تاج العروس – الزَبيدي ( 1145- 1205هـ )
وقد ألفه صاحبه شرحاً لقاموس الفيروزأبادي، والتزم فيه بإيراد جميع مواد القاموس وتحقيقها والتنبيه إلى مراجعها وتفسير ما يحوج منها إلى تفسير والإتيان بالشواهد التي استغنى القاموس عنها فاضطره هذا كله أن يرجع إلى مائة وعشرين كتاباً ذكرها في مقدمته وبإيراده ما في القاموس وما استدركه عليه من كل هذه الكتب صار التاج – بحق – أجمع معجم عربي بلا نزاع. وقد طبعته المطبعة الأميرية ببولاق في القاهرة طبعة كاملة في عشرة أجزاء. وقامت وزارة الإرشاد والأنباء الكويتية بطبع أجزاء منه طباعة حديثة أنيقة ولا تزال مستمرة في طبع ما بقي منه.


مدرسة الترتيب الألفبائي
جاء التطوير الأخير في المعجم العربي ليكون خاتمة المدارس المعجمية، حيث وصل التيسير في المعجم العربي إلى أسهل الطرق، وهي الطريقة الأقرب إلى التفكير الأولي عند النظرة الأولى إلى الكلمة، فالكلمة تُقرأ من الحرف الأول ثمّ الثاني وهكذا، وهذه المدرسة رتّبت الكلمات بمراعات الحرف الأول ثمّ الثاني وهكذا، دون النظر إلى البناء الصرفي الذي تعود إليه الكلمة، ويمكننا ذكر منهجها على النحو التالي:
أساس المدرسة: ترتيب كلمات المعجم على الحرف الأول فالثاني، بعد تجريدها من الزوائد، أي أن الكلمات تُوضع تحت الجذر الأصلي للكلمة.
وقد بدأ التصنيف على هذه الطريقة في الوقت الذي كان بعض المعجميين يُصنّف على طريقة التقفية، ومن أقدم من صنّف عليها الزمخشري في القرنين الخامس والسادس، واستمرّ أكثر المعجميين يصنّفون عليها حتى اصبحت في العصور المتأخرة هي الطريقة الوحيدة.
طريقة البحث عن الكلمات[2] :
1.   تجريد الكلمة من الزوائد لمعرفة الحروف الأصلي.
2.   تحديد البناء لمعرفة أبنية الكلمات.
3.   البحث عن الكلمة في الحرف الأول منها.


والمعاجم التي تبعت هذه الطريقة كثيرة، منها قديم ومنها حديث نعرض أهمّها فيما يلي[3]:
المعاجم القديمة
أساس البلاغة - محمود بن عمر الزمخشري ( 467-538هـ )
دوافعه لتأليف المعجم:
1- دينيّ وهو التعرّف على وجوه الإعجاز القرآني بمعرفة أساليب العرب في كلامها من الحقيقة والمجاز.
2- عنايته الكبرى بالعبارات البلاغية الراقية بما فيها من معانٍ حقيقيّة ومجازيّة، ولذا فلم يكن همّه الاستقصاء كأكثر المعاجم السابقة.
أمّا عن منهجه فقد رتّب الألفاظ على الحرف الأول فالثاني وما بعده، ورتّب المعاني بالنظر إلى الحقيقة والمجاز، فذكر المعنى الحقيقيّ ثمّ المجازيّ.

مختار الصحاح – محمد بن أبي بكر الرازيّ (- 666 هـ)
اختصر فيه الصحاح للجوهريّ مع الزيادة عليه ممّا رآه مهمّاً للعالم والفقيه والأديب ممّا يكثر جريانه على الألسنة. أمّا منهجه فكمنهج أساس البلاغة.

المصباح المنير – أحمد بن محمد المُقْري الفيّوميّ (- 770 هـ)
شرح فيه غريب شرح الرافعيّ للوجيز في الفقه، ورتّب الألفاظ ترتيباً ألفبائيّاً على حروفها الأصول، ولكنّه عُني بالمشتقات كثيراً، وأشار إلى أبواب الأفعال والجموع، وفصّل في المسائل اللغويّة والصرفيّة والنحويّة.



المعاجم الحديثة
تعدّدت المعاجم العربية الحديثة وكثُرت وتفاوتت بين مجيدٍ ومقصّرٍ، وسلك بعضها مسلك المعاجم القديمة، وحاول بعضها التجديد في مادّتها بإدخال بعض الألفاظ التي لم تدخل في المعاجم القديمة.
وأعرض هنا لعددٍ قليلٍ منها نماذجَ على بقيّتها:

محيط المحيط – بطرس البستانيّ
فرغ من تأليفه عام 1286هـ - 1869م
وقد اتخذ من القاموس المحيط للفيروزآبادي أساساً لمادة معجمة، وأضاف ما فات الفيروزآبادي من مفردات عثر عليها في معاجم أخرى. وحذف أسماء الأماكن والأشخاص والقبائل والمشتقات القياسية وبعض اللغات. وصاغ التفسيرات صياغة تلائم روح العصر الحديث وأضاف غير قليل من المفردات والمعاني المولدة والمسيحية والعامية والمصطلحات العلمية والفلسفية.

المنجد: للأب لويس المعلوف
 أخرجه سنة 1908م اختصر فيه محيط المحيط البستاني وسار على نظامه. ورجع إلى التاج كثيراً في تفسير مواده. واستعان بالرموز على غرار المعاجم الأجنبية فرمز للصيغ وتكرار اللفظ المشروح. وأكثر من الصور الموضحة. فلقي رواجاً منقطع النظير لما انطوى عليه من مميزات فهو مبّرأ من فضول القول والاستطرادات وتعدد الأوجه مكثف المادة غزيرها رائق في حجمه ومظهره. غير أنه مع هذا كله لا يصلح مرجعاً موثوقاً للباحثين المختصين لوقوعه في بعض الأخطاء ولأنه مشوب في عدد من مواده بأمور تتصل بالدين الإسلامي والتراث العربي مما درج على ترديده عدد من المستشرقين المغرضين. وعلى الرغم من تعدد طبعاته فإن القائمين على طبعه لم يتلافوا المآخذ التي دأب الباحثون على كشفها فيه طوال هذه السنين العديدة.
ولقد أدخلت عليه تحسينات كثيرة فحفل بالصور والجداول والخرائط وكتبت المواد في أول السطر باللون الأحمر وألحق به معجم للآداب والعلوم حوى تراجم لأعلام الشرق والغرب صنعه الأب فرديناند توتل سنة 1956م فصار المنجد في طليعة المعاجم العربية الحديثة تنظيماً وأيسرها تناولاً وأكثرها انتشاراً مع ما فيه من مآخذ.

أقرب الموارد في فصح العربية والشوارد – سعيد الخوريّ الشرتونيّ
ألفه عام 1307هـ - 1889م
جمع فيه الكثير ممّا ورد في المعاجم العربية القديمة، ولكنّه جعل القاموس المحيط عِماداً له مع اختصاره ما ورد فيه وحذفه ما رأى الاستغناء عنه، ورجع إلى المعاجم الحديثة كمعجم البستاني، وبعض معاجم المستشرقين.

متن اللغة ـ أحمد رضا العاملي (ألفه 1958)
ألفه الشيخ أحمد رضا العاملي، عضو المجمع العربي في دمشق سابقاً، بتكليف من مجمعه. ويبدو أنه أخذ بتوجيهات مجمعه عند تأليف معجمه فجاءت محتويات كل مادة من مواده مرتبة ترتيباً دقيقاً. إذ قدم الأفعال على الأسماء وبدأ بالمجرد من الأفعال فرتبها بحسب تسلسل أبوابها الستة المعروفة ورتب المزيد منها ترتيباً خاصاً وفي الأسماء قدم الثلاثي المجرد، ثم المضاعف الرباعي. وقد عوّل في تفسير الشرح على معاجم الأقدمين المطولة بادئا بلسان العرب ثم القاموس وشرحه التاج، ثم ينظر بعد ذلك في أساس البلاغة للزمخشري ومختار الصحاح للرازي والمصباح المنير للفيومي. معرضاً عن المعاجم الحديثة كيلا تتسرب أخطاؤها إلى صنيعة غير أنه أفاد كثيراً مما فيها من مظاهر التنظيم.
ويتميز هذا المعجم بخلوه من الشوائب كاختلاف العبارات، وأشار في الهامش إلى العامي الذي يمكن رده إلى الفصيح. وحرص على ذكر المجاز إلى جانب الحقيقة. وأدخل الألفاظ المستحدثة والصيغ التي أقرها كل من المجمعين اللغويين في القاهرة.

المعجم الوسيط - مجمع اللغة العربية بالقاهرة
المعجم الوسيط معجم حديث تولى إصداره مجمع اللغة العربية بالقاهرة، فاضطلع بإعداده، في طبعته الأولى سنة 1380 هـ، إبراهيم مصطفى، وأحمد حسن الزيات، وحامد عبد القادر، ومحمد علي النجار، وتولى إخراجه في طبعته الثانية، سنة 1392 هـ، إبراهيم أنيس، وعبد الحليم منتصر، وعطية الصوالحي، ومحمد خلف الله أحمد. وقد اهتم باللغة قديمها وحديثها، وتوسع في المصطلحات العلمية والأدبية والفنية، وكثير من ألفاظ الحضارة، والكلمات المولدة، والمحدثة، والدخيلة. يضم هذا المعجم 7000 مادة، 450000 كلمة، وستمائة صورة، في أكثر من ألف صفحة. وقد تخففت اللجنة التي أعدته من كثير من الألفاظ الحوشية الجافة، وحذفت جزءا من المترادفات.
وقد ذكر إبراهيم مدكور في تصديره للطبعة الثانية أن المجمع قد انتهج منهجا ينسجم مع طبيعة العربية الاشتقاقية التي تقوم على أُسرٍ من الكلمات تعود إلى جذور ومواد عامة. واستبعد فكرة الترتيب الأبجدي الصِّرف الذي يلتزم بتركيب الكلمة بقطع النظر عن أصلها؛ لأن هذا، في نظره، يشتت وحدة المادة اللغوية، ويطمس أصول الدلالات، ويضعف فقه المفردات. ولكن المعجم التزم الترتيب الهجائي اللفظي في الكلمات المعربة، وفي بعض الألفاظ العربية الخفية الأصل محيلا إلى مواضع ترتيب موادها الأصلية في المعجم.



المراجع
د. حسين نصار، المعجم العربي نشأته و تطوره، القاهرة : دار مصر للطباعة، 1988
H.R. Taufiqurrochman, Leksikologi Bahasa Arab, Malang : UIN Malang Pres 2008
http://www.angelfire.com/tx4/lisan/lex_zam/dilalahessays/lexicons.htm





[2]  H.R. Taufiqurrochman, Leksikologi Bahasa Arab, Malang : UIN Malang Pres 2008, hal : 242
[3] http://www.angelfire.com/tx4/lisan/lex_zam/dilalahessays/lexicons.htm

No comments:

Post a Comment

Ucapan selamat hari raya idul fitri 2020 atau 1441 H

Hari raya idul fitri dirayakan oleh umat Islam khususnya yang bertepatan pada bulan Syawal, dengan cara saling meminta maaf kepada orang-ora...