الباب
الأوّل
المقدّمة
أ. خلفية البحث
الإنسان
مخلوق اجتماعي لا يقدر أن يعيش منفردا في المجتمع دون معاملة الآخرين. لكل مجتمع قيم وحاجات مختلفة, ولكل
عضو من المجتمع وظائف مختلفة. فالإنسان يحتاج إلى التربية لإنجاز تلك الوظائف
الاجتماعية المكلفة عليه. فغاية التربية
هي إعداد الفرد إعدادا شاملا متكاملا الذي يكفل له التفاعل والتكيّف مع المجتمع
الذي يعيش فيه بما يحقق خلافة الإنسان لله في الأرض على مراد الله فيعمرها بما
يحقق له السعادة في الدارين الدنيا والآخرة.[1]
والمبدأ
الأول في عملية التعليم والتعلم في مجال التربية هو المنهج. والمنهج في مفهومه
الحديث هو مجموع الخبرات ما تقدّمه المدرسة إلى تلاميذها تحقيقا لرسالتها الكبرى
في بناء البشر ووفق أهداف تربوية محددة وخطة علمية سليمة بما يساعد على تحقيق
نموهم الشامل جسميا وعقليا ونفسيا واجتماعيا وروحيا[2]. فعلى
القائم بالمنهج ينبغي أن تستند عملية بناء هذا
المنهج على مجموعة من الأسس، وهي: الأسس الاجتماعية ،
الأسس النفسية، الأسس الفلسفية ، الأسس المعريفية[3].
نظرا
أنّ الإنسان يعيش حول المجتمع، فينبغي على قائم بمنهج تعليم اللغة العربية أن
يهتمّ بالأسس الاجتماعية. والمنهج ينبغي أن يكون مناسبا بحاجات المجتمع. وبهذا
السياق, أن المنهج تحتوي على ثقافة المجتمع وقيمه وكذلك حاجته[4].
ويقصد
بمنهج تعليم العربية كلغة ثانية تنظيم
معين يتم عن طريقة تزويد الطلاب بمجموعة من الخبرات المعرفية والوجدانية والنفس
حركية التي تمكنهم من الاتصال باللغة العربية التي تختلف عن لغتهم، حتى تمكنهم من
فهم ثقافتها العربية الاسلامية. بناء على ذلك سنبحث عن الأسس الاجتماعية لمنهج
تعليم اللغة العربية.
ب. أسئلة البحث
بناء على خلفية البحث
السابقة، فأسئلة البحث هي:
1. بما هي الأسس الاجتماعية للمنهج؟
2. ما هي العلاقة بين منهج تعليم اللغة
العربية والمجتمع، الثقافة، والثقافة الإسلامية؟
ج. أهداف البحث
اعتمادا على أسئلة البحث المطروحة، يهدف
البحث إلى:
1. معرفة الأسس الاجتماعية للمنهج
2. معرفة العلاقة بين منهج تعليم اللغة
العربية والمجتمع، الثقافة، والثقافة الإسلامية.
الباب الثاني
البحث
أ. مفهوم الأسس الاجتماعيّة للمنهج
الأسس الاجتماعيّة للمنهج هي المؤثّرات القويّة
للمجتمع الذي يعيش فيه الطلبة التي تؤثّر في المنهج ( تخطيطاً أو تصميماً أو تعديلاً
, أو تطويراً ), وتوجّهه لتحقيق أهدافه في الحفاظ على تماسكه , وهويّته , وتراثه ,
وقيمه , وتحقيق تقدّمه الاجتماعيّ والاقتصاديّ والثقافيّ , وأداء دوره الوطنيّ والقوميّ
والإنسانيّ , انسجاماً مع الفلسفة التي يؤمن بها المجتمع.[1]
وتتشكّل هذه
المؤثّرات من " القوى الاجتماعيّة المؤثّرة في وضع المنهج , وتتمثّل في
التراث الثقافيّ للمجتمع, والقيم والمبادئ التي تسوده, والحاجات والمشكلات التي
يهدف إلى حلّها, والأهداف التي يحرص على تحقيقها, وهذه القوى تشكّل ملا مح الفلسفة
الاجتماعيّة أو النظام الاجتماعيّ لأيّ مجتمع من المجتمعات, وفي ضوئها تحدّد فلسفة
التربية التي بدورها تحدّد أهداف المنهج , ومحتواه , وطريقة تنظيمه, وإستراتيجيّات
التدريس, والوسائل, والنشاطات التي تعمل كلّها في إطار متّسق لبلوغ الأهداف
الاجتماعيّة المرغوب في تحقيقها.[2]
ب. العلاقة بين منهج
تعليم اللغة العربية والمجتمع، الثقافة، والثقافة الإسلامية
1. المنهج والمجتمع
العلاقة
بين المنهج والمجتمع علاقة جدلية. إن المجتمع إفراز من أفرازات التراث الثقافي.
والمجتمع يحافظ على التراث عملا على استمرار التقاء الحاضر بالماضي, فهو عامل
أساسي لتغيير هذا التراث حتى يتمشى مع المتطلبات المتجددة والطموحات اللانهائية. للمجتمع
نظم الحياة المختلفة والحاجة المتفرقة بين أفراد المجتمع, و أنه دائما في التغيير
والتطوير.[3] وإنه أساس
من أسس بناء المنهج قد يتعرض لتغيرات في شتى مجالاته الذي يجب معه إعادة النظر مرة
أخرى في المنهج وتطويره. ولذا يجب أن تكون طبيعة وحاجات المجتمع
واضحة في أذهان المخططين للمنهج من حيث[4]:
1. فلسفة المجتمع التي يعتنقها وتحدد له مسار
حياته
2. مكونات البناء الاجتماعي ونظمه
3. ثقافة المجتمع من حيث عاداته، تقاليده،
أفكاره وقيمه، وأدوات إنتاجه وإفرازات نشاطه البشري
4. طبيعة
التغيير الاجتماعي وكيفية إسهام المنهج في تحقق التغيير الاجتماعي المنشود
5. طبيعة التنشئة الاجتماعية وإبراز دور المنهج
فيها من أجل بناء معابر أو صلات مع عناصر أخرى في السياق الاجتماعي للطلاب
6. خصائص وتركيبة المجتمعات المحلية مراعاة
للتنوع البيئي بينها.
إن
الوظيفة الأولى للمدرسة هي إعداد الطلاب للمحافظة على القيم والمبادئ الأساسية السائدة
في المجتمع, فمن واجب القائمين على تخطيط المنهج تحليل هذه القيم والمبادئ للتمكن من
وضع المنهج التربوي يساير الأوضاع الاجتماعية ويلبي احتياجاتها. وتصميم بناء المنهج ينبغي أن يكون مناسبا لمواجهة تحديات العولمة وتلبية
متطلباتها.كما يشهد المجتمع العالمي المعاصر تغيرا شريعا شاملا في كل مجالات
الحياة خاصة في وسائل الاتصال والإنجاز التكنولوجي الذي يضطرد ويتقدم بشكل يصعب
التنبؤ بمساره أحيانا, وكما تشيع في ميدان التربية في المجتمع العالمي الملعصر
اتجاهات جديدة وشعارات تربوية مستحدثة فلقائم المنهمج وظائف لأجل نشأة ذلك
التصميم:[5]
1. دراسة وفهم احتياجات المجتمع حسب
قوانين وقرارات الحكومية
2. تحليل حالة المجتمع الذي يعيش حول
المدرسة
3. تحليل متطلبات الوظائف في المجتمع
4. ترجمة احتياجات الأفراد في المجتمع
منهج
تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها بنية متعددة الأبعاد إذ إنها ترتبط بمجالات كثيرة
لا تتعلق باللغة العربية بوصفها نظاما فحسب وإنما تتعلق أيضا باللغة العربية بوصفها
جانبا من جوانب الحياة الاجتماعية والثقافية.[6] فمنهج
تعليم اللغة العربية لا يمكن فصله من المجتمع.
والمجتمع
يستطيع أن يكون مصدرا لتعلم اللغة العربية.كدعوة النابغين في اللغة العربية من
المجتمع لإلقاء التشجيعات اللغوية أمام
الطلاب, أو كاستخدام الخبرة اللغوية في تعليم اللغة العربية,يقصد بالخبرة اللغوية الموقف
اللغوي التعليمي الذي يهيأ ويعد لكي يعايشه الطالـب، ويمارس من خلاله استعمال اللغة،
ويحتك بمحتواه وينفعل به ليخرج منه وقد اكتسب مجموعة من المعلومات والمعارف عن اللغة
واستخداماتها، ومجموعة من مهـارات الاستماع والكلام والقراءة والكتابة، وقدرة على التفكير
باللغة والتعبير عما يريـد، مع تقدير لثقافتها وثقافة لغته.[7]
2. المنهج والثقافة
التربية
نظام اجتماعي لها جميع خصائص النظم الاجتماعية. وتتكون بنيتها من نفس العناصر التي
تتكون منها النظم الاجتماعية. وتستمد عملية التربية أسسها ومناهجها وأهدافها من
المجتمع والثقافة, لأن عمليات التنشئة الاجتماعية التي تتولاها التربية إنما تحقق
عضوية الجيل الجديدة في المجتمع عن طريق تعليمه لغة الجماعة وفكرها وتقاليدها
وعاداتها وعرفها وقيمها ومهاراتها. فالثقافة هي وعاء الذي تستمد منها التربية
أصولها ومناهجها وأهدافها المختلفة.[8]
مفهوم الثقافة عند تيلور (Taylor) هو ذلك الكل
المركب الذي يشتمل على المعارف والعقائد وأشكال الفنون والقيم والقانون والعادات
والتقاليد بل جميع القدرات التي يكتسبها الإنسان كعضو في المجتمع. وأكثر علماء
الأنثرويولوجيا استخدموا كلمة culture لذكر كلمة الثقافة,
بنسبة إلى أصل كلمتها يعني colere من اللغة اللاتينية.[9] بناء
على ذلك التعريف, اتضح لنا أنّ الثقافة لا وجود لها خارج نطاق المجتمع , كما أنّ المجتمع
لا وجود له دون الثقافة , و تختلف الثقافة من مجتمع إلى آخر , كما أنّها تختلف في المجتمع
الواحد من فترة إلى أخرى.فالثقافة لها الخصائص الكثيرة وأهمها فيما يالي:
1. أنها مكتسبة:
إن القيم والاتجاهات وأسالب الحياة التي تشيع في مجتمع ما, إنما هي نتاج العمل
الاجتماع الذي مارسه هذا المجتمع على مدى التاريخ.
2. أنها متغيرة:
وهذه سمة ترتبط بسابقتها. فطالما كانت الثقافة مكتسبة فهي تتغير إلى حد ما من جيل
إلى جيل. إذ يضيف عليها كل جيل شيئا ويحذف منها كل جيل شيئا آخر.
3. أنها تشبع
حاجات الإنسان: لكل مجتمع ظروفا معيشية فرضت عليه أساليب معينة لمواجهتها. كما أن
لكل مجتمع تاريخ يفرض نفسه وفلسفة تحركه. ولم يفكر في شيء إلا لأن له نفعا يحققه
له أو ضررا يلحق بعدوه
4. أنها نسبية:
وذلك لأن لكل المجتمع ثقافة. وما يناسب هذا المجتمع قد لا يناسب سواه. والنمط
الثقافي الواحد يكون مقبولا في مجتمع ومرفوضا في مجتمع آخر.
5. أنها كل معقد:
تشتمل الثقافة على عدد كبير من العناصر, و التعقيد سمة لا تقتصر على العناصر
الثقافية في المجتمع وإنما هي سمة تصف أيضا العنصر الثقافي الواحد.
6. أنها كل
متكامل: إن الثقافة ليست مجرد عناصر منفصلة, وإنما هي حبات السبحةيربطها خيط واحد,
فلكل عنصر ثقافي صلة بغيره.
وظيفة
المدرسة كالمؤسسة التربوية هي المحافظة على الثقافة ونقله إلى الأجيال المستقبلة.[10] فدور
المنهج تجاه بثقافة المجتمع فيتجلّى فيما يأتي[11]:
1. نقل التراث الثقافيّ للمجتمع من جيل إلى
جيل, و التركيز على تعزيز الماضي الحيّ من تلك الثقافة , وهو الجانب الإيجابيّ الأصيل
منها, وذلك لحفظ تراث المجتمع وهويّته الثقافيّة.
2. تحليل التراث الثقافيّ, والإفادة من خبرات
الجدود, وأساليبهم في التكيّف مع المشكلات التي واجهتهم ؛ لاستثمارها في مواجهة مشكلات
الحاضر.
3. تعزيز النظرة المتكاملة لثقافة المجتمع
بجانبيها الماديّ والمعنويّ, فالجانب الماديّ من تلك الثقافة لم يكن إلاّ تطبيقاً لجانبها
المعنويّ.
4. التركيز على عموميّات الثقافة, كلغة المجتمع,
وقيمه, وعاداته, وطموحاته, واتّجاهات أفراده, وتعزيز انتماء الناشئة إلى هذه الثقافة.
5. أخذ خصوصيّات الثقافة بالحسبان عند بناء
المناهج للحفاظ على التنوّع الثقافيّ للمجتمع, وتعزيز التماسك الاجتماعيّ.
6. الانفتاح على ثقافات المجتمعات الأخرى
, والإفادة من إيجابيّتها دون تعصّب أو انغلاق.
3. المنهج والثقافة الإسلامية
الثقافة
الإسلامية يعبر عن نمط خاص من العلاقة بين الإنسان والمجتمع, وبين الإنسان والكون,
وبين الإنسان وخالقه, ويستمد هذا النمط خصائصه من مصدر إلهي هو القران الكريم
وكذلك حديث النبوي الشريف. ولقد ظل القران الكريم قاعدة ثقافية كبرى تشكل النشاط
الحضاري في المجتمع العربي خاصة والإسلامي عامة على مر العصور, ورأى الذين اعتنقوا
الإسلام أن حياتهم متوقفة على فهمه وحمله للناس جميعا, كما أنهم رأوا أن الإسلام
وحده أساس وحدتهم وسبب نهضتهم, لذلك أقبلوا عليه يدرسون ويتفهمونه كما أقبلوا على
العلوم المختلفة.[12] فاستيعاب
تلك العلوم بلغة القرآن أي اللغة العربية.
احتلّت
الثقافة العربية الإسلامية مكانة مهمة فى تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها،لأن
اللغة الأساسية لهذه الثقافة هي العربية ذات تاريخ قديم متصل الحلقات, سايرت
الحضارة على اختلافها, وأشبعت الحاجات على تنوعها, ووفت بمتطالبات الدنيا وأركان
العقيدة.[13] نظرا
لما للغة العربية من مكانة في هذه الثقافة الإسلامية, تؤمن بأن هذه اللغة –خاصة
غير الناطقين بها- ينبغي أن ينطلق منها ويدور حولها. فلا يمكن أن يتم تعليم اللغة
العربية مفرغ من الثقافة العربية الإسلامية، ولقد أثبتت الدراسات أن المعلومات
والمعارف الثقافية هدف أساس من أهداف أي مادة تعليمية لتعلم لغة أجنبية.
يلزم
القائمون على تخطيط مناهج تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها وإعداد برامجه أن
يتعرفوا مكونات هذه الثقافة العربية الإسلامية حتى يمكنهم اختيار محتوى المنهج واعداده
بالشكل الذى يقدم الثقافة العربية الاسلامية بصورة صحيحة ومقبولة وفى ذات الوقت تحترم
ثقافة الدارسين. ولذا فعلى القائمين على تخطيط المنهج واعداده دراسـة المكونــات التالية:[14]
1. مفهوم الثقافة العربية الاسلامية
2. موقف الثقافة الاسلامية من
الثقافة العربية
3. مصادر الثقافة العربية الاسلامية
4. الأبعاد الماضية والحاضرة
والمستقبلية للثقافة العربية الاسلامية
5. خصائص الثقافة العربية
والاسلامية
6. مستويات الثقافة العربية
والاسلامية المادية والمعنوية
وفى
ضوء دراسة هذه الأبعاد يحدد المختصون ببناء المنهج انعكاس هذه الدراسـة على المحتوى
الثقافى لمنهج تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وعلى كيفيــة اختيار العناصر
الثقافية الاسلامية والعربية المناسبة لحاجات الدارسين وأغراضهم ورغباتهم، والمناسبة أيضًا لأهداف الناطقين
باللغة ومتحدثيها فى نشر لغتهم.
لكل مجتمع خصائص, ومن ثم سوف تختلف الأهداف العامة من بلد إلى
بلد. إلا أنه يمكن تحديد مجموعة من الأهداف التي ينبغي أن تلتقي عندها برامج تعليم
اللغة العربية كلغة ثانية خاصة في المتعمعات الإسلامية. هذه الأهداف العامة
المشتقة من الإسلام و توجز فيما يلي:[15]
1. بناء العقيدة الإسلامية لدي الطلاب على
أساس من الدراسة والفهم والإقناع
2. قدرة الفرد على فهم الإسلام فهما صحيحا
متكاملا
3. نمو الولاء في الإسلام و الاعتزاز به
والعمل على تحقيق قيمه ومبادئه
4. تحقيق النمو الشامل للفرد خلقا وجسميا
وعقليا واجتماعيا
5. تحقيق التوازن السليم بين جوانب نمو
الفرد التي يؤثر كل منها في غيره ويتأثر به
6. الاهتمام بالعلم
7. ربط العلم بالعمل والنظرية بالتطبيق
8. نمو القدرة على التفكير السليم والنص
الصحيح وإصدار الأحكام السليمة
9. قدرة الفرد على اكتساب الاتجاهات
والقيم الإسلامية الرفيعة واتخاذها أساسا لأداء العمل وإقامة العلاقات
10.
نمو
الميول السليمة والاتجاهات الصالحة لدي الفرد وتحرره من عبدية الأهواء والشهوات.
11.
التحرر
من الحرافات والعقائد الفاسدة والتقليد الأعمى
12. الشعور بالانتماء الأسرى ونمو العلاقات
الأسرية المتينة التي تؤدي إلى حسن الرعاية الأبوية للأبناء وإلى بر الأبناء
بالأمهات والأباء, مع الوعي الكامل بالأسس الأسررية
13.
صلاحية
الفرد ليكون عضوا نافعا في مجتمعه
14.
قيام
العلاقات الاجتماعية على أسس متينة من التراحم و المودة والإيثار والتضحية و العفو
عند المقدرة
15.
انتشار
أسالب التعاون والتضامن والتكامل والشورى والعمل الجماعي التي هي جميعا من أسس تقدم المجتمع
16.
الأخذ
بأسالب القوة لحماية الحقوق والدعوة الدائمة إلى الإسلام
17.
تحقيق
العدالة الاجتماعية والمساواة وتكافؤ الفرص بين المجتمع
18.
نمو
المجتمع في جميع النواحي الأخلاقية والقافية والقومية والاقتصادية والاجتماعية
والسياسية.
هذه
الأهداف ينبغي أن تكون محاور لموضعات القراءة وأشكال الحوار في كتب تعليم اللغة
العربية كلغة ثانية.
الباب
الثالث
الخلاصة
بعد بحث قصير عن الأسس الاجتماعية لمنهج
تعليم اللغة العربية اتّضح لنا الأمور الآتية:
أ. الأسس الاجتماعيّة للمنهج هي المؤثّرات
القويّة للمجتمع الذي يعيش فيه الطلبة التي تؤثّر في المنهج ( تخطيطاً أو تصميماً أو
تعديلاً , أو تطويراً ), وتوجّهه لتحقيق أهدافه في الحفاظ على تماسكه , وهويّته , وتراثه
, وقيمه , وتحقيق تقدّمه الاجتماعيّ والاقتصاديّ والثقافيّ , وأداء دوره الوطنيّ والقوميّ
والإنسانيّ , انسجاماً مع الفلسفة التي يؤمن بها المجتمع.
ب. إن المجتمع أساس من أسس بناء المنهج قد
يتعرض لتغيرات في شتى مجالاته الذي يجب معه إعادة النظر مرة أخرى في المنهج وتطويره. ولذا
يجب أن تكون طبيعة وحاجات المجتمع واضحة في أذهان المخططين للمنهج.
ج. وظيفة المنهج تجاه بثقافة المجتمع هي نقل التراث
الثقافيّ للمجتمع من جيل إلى
جيل، تحليل التراث الثقافيّ والإفادة من خبرات الجدود،
تعزيز النظرة المتكاملة لثقافة المجتمع بجانبيها
الماديّ والمعنويّ، التركيز على عموميّات الثقافة، أخذ خصوصيّات الثقافة بالحسبان عند
بناء المناهج للحفاظ على التنوّع الثقافيّ للمجتمع، الانفتاح على ثقافات المجتمعات
الأخرى.
ه. لقد
ظل القران الكريم قاعدة ثقافية كبرى تشكل النشاط الحضاري في المجتمع العربي خاصة
والإسلامي عامة على مر العصور, واللغة الأساسية لهذه الثقافة هي العربية. فيلزم القائمون
على تخطيط مناهج تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها وإعداد برامجه أن يتعرفوا مكونات
هذه الثقافة العربية الإسلامية حتى يمكنهم اختيار محتوى المنهج واعداده بالشكل الذى
يقدم الثقافة العربية الاسلامية بصورة صحيحة ومقبولة وفى ذات الوقت تحترم ثقافة الدارسين.
[5]Abdullah Idi, op.
cit., p.77
[6] نصر الدين إدريس جوهر, إعداد نصر الدين إدريس
جوهرفي الأسس اللغوية في تعليم اللغة العربية, 2009, ص.2
[9]
رشدي
أحمد طعيمة, المرجع في تعليم اللغة العربية
للناطقين بلغة أخرى, (مكة المكرمة: جامعة أم القرى,1986), ص. 132-133
No comments:
Post a Comment