المبحث الأول
أساسيات البحث
أ.
مقدمة
قد عرفنا أن المحتوى هو واحد من عناصر
مناهج تعليم اللغة العربية. أن المحتوى يعنى مجموع الخبرات التربوية و الحقائق
والمعلومات التى يرجى تزويد الطلاب بها. وكذلك الإتجاهات والقيم التي يراد تنميتها
عندهم، وأخيرا المهارات الحركية التي يراد اكتسابهم إياها بهدف تحقيق النمو
الشامل المتكامل لهم في ضوء الأهداف المقررة في المنهج.[1]
ولكي نختار هذا المحتوى بشكل سليم،
لابد من معايير لإختيار المحتوى اللغوي بشكل يستجيب لطبيعة اللغة العربية
وخصائصها، ثم يستجيب لطبيعة الدراسة وسنة ومستواه وأغراضه ودوافعه. وهناك المعايير
التربوية من حيث معالجة هذا المحتوى تربويا وتعليميا بحيث يتحول إلى مادة تصلح
وسيلة لتعلم اللغة العربية وتعليمها، وذلك من حيث الكمي والكيفي والمعالجة
التدريسية والتدريبات.
من هذه الحقائق، نريد أن نبحث مفهوم
بالمحتوى التربوي ومعايير اختياره وطرقه، ثم تنظيم المحتوى التربوي ومعايير تنظيمه
حتى نفهم فهما جيدا عن المحتوى.
ب.
أسئلة البحث
1.
ما مفهوم بالمحتوى التربوي؟
2.
ما معايير اختيار المحتوى التربوي؟
3.
ما طرق اختيار المحتوى التربوي؟
4.
ما تنظيم المحتوى التربوي؟
5.
ما معايير تنظيم المحتوى
التربوي؟
ت. أهداف البحث
1.
لمعرفة مفهوم المحتوى التربوي
2.
لمعرفة معايير اختيار المحتوى التربوي
3.
لمعرفة طرق اختيار المحتوى التربوي
4.
لمعرفة تنظيم المحتوى التربوي
5.
لمعرفة معايير تنظيم المحتوى التربوي
المبحث الثاني
عرض البيانات
أ.
مفهوم المحتوى
يقصد بالمحتوى يعنى مجموع الخبرات
التربوية و الحقائق والمعلومات التى يرجى تزويد الطلاب بها. وكذلك الإتجاهات
والقيم التي يراد تنميتها عندهم، وأخيرا المهارات الحركية التي يراد اكتسابهم
إياها بهدف تحقيق النمو الشامل المتكامل لهم في ضوء الأهداف المقررة في المنهج.
ويعرف آخرون بأنه أحد عناصر المنهج
وأولها تأثرا بالأهداف التي يرمي المنهج إلى تحقيقها، ويعرف المحتوى بأنه نوعية
المعارف التي يقع عليها الإختيار والتي يتم تنظيمها على نحو معين، سواء كانت هذه
المعارف مفاهيم أو حقائق أو أفكار أساسية. ويذكر بعض العلماء أن المحتوى في منهج
تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها مجموعة المواقف التعليمية ذات المضمون
اللغوي والثقافي والإتصالي المقدمة للطالب، وأيضا الأنشطة اللغوية والثقافية
والإتصالية التي تسهم في تعليم اللغة العربية عن طريق ممارسة الطالب لها ومعايشته
لمضمونها.
والحديث عن المحتوى يتطرق إلى أمرين
أحدهما اختياره والآخر تنظيمه وستناول كلا منهما بإيجز.
ب.
معايير اختيار المحتوى
يذكر نيكولاس مجموعة من المعايير التي
نجملها فيما يلي :
1.
معيار الصدق (Validity)
يعتبر المحتوى صادقا عندما يكون واقعا
وأصيلا وصحيحا علميا فضلا عن مشيه مع الأهداف الموضوعية.
2.
معيار الأهمية (Significance)
يعتبر المحتوى مهما عندما يكون ذا قيمة
في حياة الطالب، مع تغطيه الجوانب المختلفة من ميادين المعرفة والقيم والمهارات
مهتما بتنمية المهارات العقلية وأساليب تنظيم المعرفة أو جعلها مفيدة للمتعلم أو
تنمية الإتجاهات الإيجابية لديه.
3.
معيار الميول والاهتمامات (Interest)
ويكون المحتوى متمشيا مع اهتمامات
الطلاب عندما يختار على أساس من دراسة هذه الإهتمامات والميول فيعطيها الأولوية
دون التضحية بالطبع بما يعتبر مهما لهم.
4.
معيار القبلية للتعليم (Learnability)
ويكون المحتوى قابلا للتعليم عندما
يراعى قدرات الطلاب متمشرا مع الفروق الفردية بينهم، مراعيا لمبادئ التدرج في عرض
المادة التعليمية.
5.
معيار العالمية (Universality)
ويكون المحتوى جيدا عندما يشمل أنماطا
من التعلم لا تعترف بالجدود الجغرافية بين البشر، وبقدر
م يعكس المحتوى الصيغة المحلية للمجتمع ينبغي أن يربط الطالب بالعالم
المعاصر من حوله.[2]
ثم قال فؤاد محمد موسى في كتابه علم
مناهج التربية، أما معايير في اختيار المحتوى وهي :
1.
أن يتم اختيار المحتوى الذي يحقق الأهداف، فالأهداف
التي تم تحديدها للمنهج وهي التي يتم اختيار المحتوى على أساسها، لذا يجب أن يكون
المحتوى ترجمة صادقة للأهداف وإلا ما تمكن من تحقيقها.
2.
أن يكون المحتوى صادقا وله دلالته، ويستعمد
المحتوى صدقة إذا كانت المعلومات التي يتضمنها أساسية وحديثة ودقيقة وخالية من
الأغلاط العلمية وإن دلالة المحتوى تعني قدرته على إكتساب التلميذ طريقة البحث في
المادة العلمية التي ينصب عليها المحتوى.
3.
أن يكون هناك توازن بين شمول وعمق المحتوى، أن
المحتوى يجب أن يشمل جميع جوانب التعلم المختلفة الإيمانية والأخلاقية والجنسية
والعقلية والنفسية والإجتماعية.
والمقصود هنا بشمول المحتوى هو تعرضه
لمجموعة من المجالات المرتبطبة بمادة المحتوى، ويقصد كذلك بعمق المحتوى تناول أي
مجال من هذه المجالات بالقدر الكافي وذلك عن طريق تناول المبادئ والمفاهيم
والأفكار والتطبيقات المرتطبة بالمجال والشيئ المطلوب هنا هو ايجاد التوازن بين
الشمول والعمق، أي أن المحتوى لابد له من التعرض إلى بعض الموضوعات بالقدر المناسب،
وإذا تعرض المحتوى لعدة موضوعات بطريقة سطحية جدا
من دون اعطاء تفصيلات لازمة لكل موضوع أو إذا تعرض لموضوع واحد بتفصيلات أكثر من الازم ولم يتعرض لموضوع أخر سواه فإنه في الحالتين
كلتيهما قد اخل بمفهوم توازن بين العمق والشمول.
4.
أن يرعي المحتوى ميول وحاجات وقدرات التلاميذ،
إن ارتباط المحتوى بقدرات الدارسين واستعدادهم يجعلهم قادرين على فهم واستيعاب ما
يتضمنه هذا المحتوى من معلومات وأفكار واستيعابه وإن ارتباط المحتوى بميول الدارسين
وحاجاتهم يزيد من دفعهم لدراسة هذا المحتوى ويجعلهم يقبلون على دراسته بنشاط. مما
يؤثر في عملية التعلم تأثيرا ايجابيا أما عدم ارتباط المحتوى بقدرات التلاميذ فإنه
يؤدي إلى تعشرهم في الدراسة وإن عدم ارتباط المحتوى بميول التلاميذ وحاجاتهم يؤدي
إلى عدم إقبال التلاميذ على الدراسة بشغف واهتمام،
ويؤدي في بعض الأحيان إلى نفورهم منها.
5.
أن يراعي المحتوى الفرق الفرضية بين التلاميذ،
من الخطاء لشائع أن يوضع محتوى موحد لجميع التلاميذ دون مراعة الفروق الفردية بين
التلاميذ.
6.
أن يرتبط المحتوى بواقع المجتمع الذي يعيش فيه
التلاميذ، يجب أن تكون المعلومات التي يتضمنها المحتوى متماشية مع واقع الحياة في
المجتمع الذي يعيش فيه التلاميذ.
ج. طرق
اختيار المحتوى التربوي
هناك عدة أساليب يمكن لواضع المنهج
اتباعهم عند اختيار المحتوى، وفيما يلي أكثر الأساليب شيوعا في اختيار المحتوى :
1.
المناهج الأخرى
يمكن للمعلم أن يسترشد بمناهج تعليم
اللغة الثانية مثل الإنجليزية كلغة ثانية أو اللغة أجنبية. وفي ضوء هذه المناهج
يستطيع أن ينتقي المحتوى اللغوي في منهجه مع الأحد في الإعتبار إلتفاوات بين طبيعة اللغتين وظروف البرامج.
2.
رأي الخبير
يمكن للمعلم أن يسترشد بآراء الخبراء
سواء كان مخصصين في تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى، أم كانوا معلمين أو
لغويين أو تربويين أو من كانت له صلة وثيقة بالميدان. وفي هذه الحالة يمكن للمعلم
أن يقدم بصور للخبرات التي يزيد تزويد الطلاب بها، أو الموضوعات التي يريد تعليمهم
إياها. ثم يعرض هذا التصور على الخبراء لأخذ آرائهم فيه، وذلك من خلال استبيان أو
مقابلة أو حلقة بحث أو غيرها.
3.
المسح
ويقصد بذلك إجراء دراسة ميدانية حول
خصائص الدارسين وتعرف ما يناسبهم من المحتوى اللغوي.
4.
التحليل
ويقصد بذلك تحليل الموقف التي يحتاج
الطلاب فيها للاتصال بالعربية، كأن ندرس مواقف الحديث السفهي أو مواقف الكتابة
العربية. وفي مثل هذه الدراسات يقوم المعلم بما يشبه
بتحليل المهمة أو تحليل العمل.
د.
تنظيم المحتوى التربوي
يقصد بتنظيم المحتوى ترتيبه بطريقة
توفر أحسن الظروف لتحقيق أكبر قدر من أهداف المنهج. ويطرح الخبراء تصورين لتنظيم
محتوى المنهج هما :
أ)
التنظيم المنطقي، ويقصد بذلك تقديم المحتوى
مرتبا في الضوء المادة ذاتها، أي مراعة الترتيب المنطقي للمعلومات والمفاهيم بصرف
النظر عن مدى قابلية الطلاب لذلك. وفي هذا التنظيم تراعي مبادئ التدرج من البسيط
إلى المقعد، من السهل إلى الصعب، ومن القديم إلى الحديث.
ب) التنظيم السيكولوجي، ويقصد بذلك تقديم
المحتوى في ضوئ حاجات الطلاب، وظروفهم الخاصة.
ه. معايير تنظيم المحتوى التربوي
مازالت المعايير التي اقترحها لتنظيم
المحتوى سائدة بين إعداد المناهج وتتلخص هذه المعايير في ثلاثة هي:
أ)
التكامل، وتعني بالتكامل ترابط خبرات المحتوى
ومواقف التعلم، بحيث يؤثر كل موقف في الموقف الآخر، وتؤثر كل خبرة لغوية في الخبرة
الأخرى حيث نأخذ في اعتبارنا أن تعليم الإستماع ينمي تعليم الكلام، وتعليم الكلام
ينمي مهارات الإستماع وكلاهما ينمي مهارات القراءة والكتابة.
ب) الإستمرار، أما الإستمرار فنعني به أن
يبدأ المحتوى في المستوى الأول لتعليم اللغة بخبرات شاملة متكاملة، ولكن بشكل ضيق
وسطحي وكلما تقدمنا بالمحتوى إلى المستويات أعلى اتسع وتعمق وهكذا تستمر عملية
اكتساب الخبرات اللغوية اتساعا وعمقا.
ت) التتابع، أما التتبع فنعني به أن تتابع
الخبرات اللغوية فتمهد الخبرات السابقة للخبراة اللاحقة، وأن يكون لهذا التتابع
منطق تنظيمي، فقد تبدأ الخبرات اللغوية وتتدرج بالشكل التالي :
§
من الكل إلى الجزء
§
من البسيط إلى العقد
§
من السهل إلى الصعب
§
من الجديد إلى القديم
§
من المقدمات إلى النتائج
وكمثال على منطقية التنظيم تتابع قوائد اللغة
تتابعا منطقا، فلابد من دراسة الجمل الفعلية قبل أن ندرس الفاعل، وندرس الفاعل قبل
أن ندرس المفعول به، وهكذا.
المبحث الثالث
الخلاصة
والخلاصة من الشرح السابق كما يلي :
أ.
المحتوى يعني مجموع الخبرات التربوية و الحقائق
و المعلومات التى يرجى تزويد الطلاب بها. وكذلك الإتجاهات والقيم التي يراد
تنميتها عندهم، وأخيرا المهارات الحركية التي يراد اكتسابهم إياها بهدف تحقيق
النمو الشامل المتكامل لهم في ضوء الأهداف المقررة في المنهج.
ب. معايير ختيار المحتوى : أن يتم اختيار
المحتوى الذي يحقق الأهداف، أن يكون هناك توازن بين شمول وعمق المحتوى، أن يكون
المحتوى صادقا وله دلالته، أن يرعي المحتوى ميول وحاجات وقدرات التلاميذ، أن يراعي
المحتوى الفرق الفرضية بين التلاميذ، أن يرتبط المحتوى بواقع المجتمع الذي يعيش
فيه التلاميذ
ج. طرق اختيار المحتوى : المناهج الأخرى،
رأي الخبير، المسح والتحليل.
د.
تنظيم المحتوى : تنظيم المنطقي والتنظيم
السكولوجية
ه.
معايير تنظيم المحتوى : التكامل، استمرار
والتتابع
المراجع
رشدي أحمد طعيمة، تعليم اللغة العربية
لغير النطقين بها مناهجه وأسالبه، الرباط : منشورات المنظمة الإسلامية للتربية
والعلوم الثقافة، 1989
__________، الأسس العامة لمناهج
تعليم اللغة العربية إعدادها تطويرها تقويمها، القاهرة : دار الفكر العربي،
2000
__________،
صالح ذياب هندي وهشام عمار عليان، دراسات
في المناهج والأساليب العامة، القاهرة : دار الفكر، 1987
فؤاد محمد موسى، علم مناهج التربية،
مصر : دار الكلمة للنشر والتوزيع، 2007
No comments:
Post a Comment